في العام 1997، قام مركز الدراسات النسوية بطرح فكرة تعزيز حقوق الطفلة من خلال برنامج عملت عليه مجموعة من منظمات المجتمع المدني الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل في منطقة ريفية في محافظة الخليل. وعلى أثر النجاح الذي حققه هذا التدخل في نشر ثقافة تعزز حقوق الطفلة في المجتمع وتمنح الطفلة الثقة في نفسها كإنسان له حقوق وعليه واجبات. فقد تم تطوير العمل على هذا التدخل ليصل الأمر إلى برنامج متكامل يعمل عليه مركز الدراسات النسوية في كل من محافظات القدس، الخليل ونابلس، وليصبح أحد أهم البرامج الثابتة التي يعمل عليها المركز، نظراً للأهمية التي يحتلها، هذا وقد تم العمل على هذا البرنامج ومنذ بداياته بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني في المحافظات المذكورة.
لقد اهتم المركز ومنذ البدايات بالعمل مع فئتي الأطفال والمراهقين/ات انطلاقاً من قناعاتنا بأهمية استخدام المدرسة التربوية للتغيير والتي تركز على العمل مع الأطفال لإنشائهم/ن وفقاً لخطاب مغاير للخطاب السائد يزرع لديهم/ن أهمية المساواة وأهمية المشاركة في الأدوار المختلفة دون الالتفات إلى التقسيم المبني على الأدوار.
حيث ركزنا في عملنا على:
- أهمية اختيار الأدوار بشكل يحاكي الاحتياجات والمواهب دون الإلتفات إلى التقسيم المبني على الجنس
- التركيز على القيم المجتمعية التي تعزز المساواة والعدالة واحترام الآخر بغض النظر عن اختلاف الجنس.
- نبذ أي من العادات والتقاليد التي تحد من إتاحة الفرص أمام البنات كما الأولاد.
وعليه فقد برز الاهتمام بموضوع تزويج الطفلات لارتباطه بالثلاث أمور السابقة، حيث كان علينا أن نغير فكرة أن البنت يجب أن يتم إعدادها كربة بيت فقط دون الاهتمام بإعدادها للدور الإنتاجي كمنتجة أو للدور السياسي كصانعة قرار الأمر الذي يعني تحييد نصف المجتمع عن هذين الدورين الهامين، وربط مستقبل البنات والنساء بالرجل فقط. كما كان علينا أن نغير بعض القيم السائدة في المجتمع والتي تميز بين البنت والولد فتجعل قيم هامة كقيم الشجاعة والإقدام للأولاد فقط مقابل الجبن والخنوع للبنات وغيرها من القيم التي تجعل الفتاة تابعة.